(عندما تغيرت المياة)
حدث ذات مرة في قديم الزمان ان وجه الخضر معلم موسى..
تحذيرا الى البشر فقال لهم :
انه في تاريخ معين ستختفي كل مياة العالم
الا المياة المخزنة على نحو خاص.
وعندئذ سيتم تجديدها بماء مختلف يصيب الرجال بالجنون.
فلم يصنت الى مغزى هذه النصيحة سوى رجل واحد.
فجمع مياها وذهب الى مكان امن فاختزنها فيه.
وانتظر تغير طبيعة الماء.
وفي التاريخ المحدد توقفت الجداول عن الجريان
وغارت الابار وعندما راْى ذلك الرجل الذي سمع النصيحة
ذهب الى مخبئه وشرب من مائه المحفوظ.
وعندما راى ماْمنه ان مساقط المياه عادت الى التدفق نزل مع باقي الناس فلاحظ انهم يفكرون بطريقة تختلف كليا عما سبق ومع ذلك فانهم لم يتذكروا التحذير.
وعندما حاول ان يتحدث معهم
ادرك انهم يظنون انه مجنون
فاظهروا له عداء او رحمة لا فهما.
وفي باديء الامر لم يشرب من مائهم
ولكنه كان يعود الى مخبئه فيشرب من امداداته المختزنة.
غير انه اتخذ في اخر الامر قرارا بان يشرب الماء الجديد
لانه لم يطق الوحدة الموحشة في العيش
والتصرف والتفكير بطريقة تختلف من كل شخص اخر.
فشرب الماء الجديد وصار مثل باقي الناس.
وعندئذ نسىي كل شيء من مخزونه من الماء الخاص.
وبدا الناس ينظرون اليه على انه شخص مجنون
عاد اليه عقله بمعجزة.
(قصص الداويش ادريس شاه1967)