(شجرتا الكستناء والتين)
تسلق رجل شجرة تين فكان يحني اغصانها نحوه
ويقطف ثمارها الناضجة ليضعها في فمه
ليسحقها ويقضمها باسنانة القاسية.
وعندما رات ذلك شجرة الكستناء
هزت اغصانها وقالت بخشخشة مضطربة:
ايتها التينة!
ان حماية الطبيعة لك اقل بكثير من حمايتها لي.
انظري كيف تضع ثماري داخل لباس محكم وثيق
فهى تلفها اولا باغلفة طرية فوقها قشرة قاسية
ولكن بطانتها طرية.
ولم تكتف الطبيعة بكل هذة النتوءات الحادة المستدقة
المتلاصقة بحيث لا تستطيع يد الانسان ان تؤذينا.
وعندئذ شرعت شجرة التين تضحك وبعد الضحك قالت:
انك تعرفين جيدا ان الانسان عنده من البراعة
والابداع مايمكنه من حرمانك.
ولكنه في حالتك سوف يفعل ذلك بالعصي والحجارة.
وعندما تتساقط ثمارك فسوف يدوسها بقدميه
او يضربها بالحجارة بحيث يبرز لبابها
من الدروع مهشمة ومشوهة.
اما انا فتلمسني يداه بعناية وليس مثلك بخشونة ابدااا.
(ليوناردو دافنشي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق